Репост из: وثائق أبوت آباد
📮 سؤالٌ يسألُه كثيرٌ من الناس..
🏮 كم تستغرقُ كتابةُ المقالِ الجيد؟
والحقُّ أنه ما من جواب حاسم محدَّد في هذا الباب، فالأمرُ يختلفُ باختلافِ الناسِ وباختلافِ المسائل التي تُكتَبُ فيها المقالات، لكن هناك أصلا عاما في الكتابة ينبغي التنبُّهُ له، وهو أن نَشوةَ الانتهاء من كتابةِ المقالِ لا ينبغي أن تدفعَ الكاتبَ إلى نشرِه قبلَ مراجعته فقرةً فقرة، وجملةً جملة، وكلمةً كلمة، وحرفًا حرفا، حتى يتأكدَ من خُلوِّهِ من الأخطاء النحوية والإملائية والتركيبية وغيرِها..
ثم لا بد مع ذلك أن يَختمرَ المقالُ في ذهنِ الكاتبِ وتَتَّضحَ أفكارُه وأجزاؤُه بشكلٍ كامل قبْل نشرِه، ولِذا ينبغي تركُه مدةً من الزمن والاشتغالُ بغيرِه عنه، حتى يكونَ الكاتبُ إذا رجعَ إليه كالقارئ الناظرِ إليه أولَ مرة، وبهذا يتيسرُ له أن يَرى فيه من جوانبِ النقصِ والقُصورِ ما لم يكن يراه سابقا..
والاستدراكُ على الكتابةِ -تعديلا وحذفًا وتقديمًا وتأخيرًا- أمرٌ شائع ومحمود، بل إنه دليلٌ على اتضاحِ الصورةِ واكتمالها في ذهن الكاتب، فهو يرى أن هذه العبارةَ أفضلُ من تلك، وأن هذه الجملةَ لو حُذفتْ فلا بأس، وأن هذه العبارةَ مشكلةُ المعنى ولا بد من توضيحها، وأن هذه الفقرةَ لو قُدِّمتْ أو أُخِّرَت عن مكانها لَغَدَى المقالُ أكثرَ تناسقا وانسيابا، وهكذا حتى يصيرَ المقالُ لوحةً تعبرُ عن نفسها دون شرحٍ أو تفهيم..
ومن خلالِ هذه العواملِ المختلفةِ يَظهرُ جَلِيا أن المقالَ لا بد له من تنقيح دقيقٍ قبلَ نشره، وهذا التنقيحُ والاستدراكُ والترتيبُ قد يأخُذُ بلا مبالغةٍ أكثر من 4 أضعافِ مدةِ كتابةِ المسودةِ الأولى للمقال!
وبالتجربةِ فإنَّ كتابةَ المقالِ الواحدِ قد تأخذُ ما بين 3 إلى 5 ساعاتٍ في المتوسط، ساعةٌ منها تقريبا لتدوين الأفكار الرئيسية، وما بعدَ ذلك هو للمراجعةِ والتحرير والتنقيح، أما المقالاتُ الطويلةُ المركَّزة فإنَّ كتابتَها قد تأخذُ 24 ساعة أو أكثرَ من التأمل والمراجعة وطرحِ الاعتراضات الواردةِ وإزالةِ الإشكالات المحتمَلة وتدعيمِ المقال بالمصادر وغيرِ ذلك، ولِهذا قد يتأخرُ الكاتبُ في إصدارِ مقالٍ ما لأنهُ يُدركُ أنه بحاجةٍ إلى تفرغٍ ذهني شديد قبل إصدارِ المنتج النهائي، وأنْ يَتأخرَ الكاتبُ أيامًا أو أسابيعَ عن إصدارِ منتَجِه خيرٌ له من أن يَتعجَّلَ بإصدارِه ثمَّ يُمضيَ شهورًا وسنواتٍ وهو يحاولُ الاستدراك وتوضيحَ مُرادِه دونَ أن يصلَ مُرادُه إلى كل قراءِ المنتَجِ الأول الناقص!
السلعةُ الرديئةُ إذا خرجَت للسوق صارت تمثلُ صانعَها شاءَ أم أبى، وبينَ ضرورةِ الاستدراكِ وقُبحِ المكابَرةِ تضيعُ سمعةُ المنتَِج، ودِرهمُ وقايةٍ خيرٌ من قِنطارِ علاج..!
والله أعلم..
🕯 T.me/ALWATHAEQ
🏮 كم تستغرقُ كتابةُ المقالِ الجيد؟
والحقُّ أنه ما من جواب حاسم محدَّد في هذا الباب، فالأمرُ يختلفُ باختلافِ الناسِ وباختلافِ المسائل التي تُكتَبُ فيها المقالات، لكن هناك أصلا عاما في الكتابة ينبغي التنبُّهُ له، وهو أن نَشوةَ الانتهاء من كتابةِ المقالِ لا ينبغي أن تدفعَ الكاتبَ إلى نشرِه قبلَ مراجعته فقرةً فقرة، وجملةً جملة، وكلمةً كلمة، وحرفًا حرفا، حتى يتأكدَ من خُلوِّهِ من الأخطاء النحوية والإملائية والتركيبية وغيرِها..
ثم لا بد مع ذلك أن يَختمرَ المقالُ في ذهنِ الكاتبِ وتَتَّضحَ أفكارُه وأجزاؤُه بشكلٍ كامل قبْل نشرِه، ولِذا ينبغي تركُه مدةً من الزمن والاشتغالُ بغيرِه عنه، حتى يكونَ الكاتبُ إذا رجعَ إليه كالقارئ الناظرِ إليه أولَ مرة، وبهذا يتيسرُ له أن يَرى فيه من جوانبِ النقصِ والقُصورِ ما لم يكن يراه سابقا..
والاستدراكُ على الكتابةِ -تعديلا وحذفًا وتقديمًا وتأخيرًا- أمرٌ شائع ومحمود، بل إنه دليلٌ على اتضاحِ الصورةِ واكتمالها في ذهن الكاتب، فهو يرى أن هذه العبارةَ أفضلُ من تلك، وأن هذه الجملةَ لو حُذفتْ فلا بأس، وأن هذه العبارةَ مشكلةُ المعنى ولا بد من توضيحها، وأن هذه الفقرةَ لو قُدِّمتْ أو أُخِّرَت عن مكانها لَغَدَى المقالُ أكثرَ تناسقا وانسيابا، وهكذا حتى يصيرَ المقالُ لوحةً تعبرُ عن نفسها دون شرحٍ أو تفهيم..
ومن خلالِ هذه العواملِ المختلفةِ يَظهرُ جَلِيا أن المقالَ لا بد له من تنقيح دقيقٍ قبلَ نشره، وهذا التنقيحُ والاستدراكُ والترتيبُ قد يأخُذُ بلا مبالغةٍ أكثر من 4 أضعافِ مدةِ كتابةِ المسودةِ الأولى للمقال!
وبالتجربةِ فإنَّ كتابةَ المقالِ الواحدِ قد تأخذُ ما بين 3 إلى 5 ساعاتٍ في المتوسط، ساعةٌ منها تقريبا لتدوين الأفكار الرئيسية، وما بعدَ ذلك هو للمراجعةِ والتحرير والتنقيح، أما المقالاتُ الطويلةُ المركَّزة فإنَّ كتابتَها قد تأخذُ 24 ساعة أو أكثرَ من التأمل والمراجعة وطرحِ الاعتراضات الواردةِ وإزالةِ الإشكالات المحتمَلة وتدعيمِ المقال بالمصادر وغيرِ ذلك، ولِهذا قد يتأخرُ الكاتبُ في إصدارِ مقالٍ ما لأنهُ يُدركُ أنه بحاجةٍ إلى تفرغٍ ذهني شديد قبل إصدارِ المنتج النهائي، وأنْ يَتأخرَ الكاتبُ أيامًا أو أسابيعَ عن إصدارِ منتَجِه خيرٌ له من أن يَتعجَّلَ بإصدارِه ثمَّ يُمضيَ شهورًا وسنواتٍ وهو يحاولُ الاستدراك وتوضيحَ مُرادِه دونَ أن يصلَ مُرادُه إلى كل قراءِ المنتَجِ الأول الناقص!
السلعةُ الرديئةُ إذا خرجَت للسوق صارت تمثلُ صانعَها شاءَ أم أبى، وبينَ ضرورةِ الاستدراكِ وقُبحِ المكابَرةِ تضيعُ سمعةُ المنتَِج، ودِرهمُ وقايةٍ خيرٌ من قِنطارِ علاج..!
والله أعلم..
🕯 T.me/ALWATHAEQ